عدد المساهمات : 405 السٌّمعَة : -1 تاريخ التسجيل : 10/06/2010
موضوع: الوردة الذابلة الخميس مارس 03, 2011 7:38 am
تسعد نفسك و تبتهج عندما ترى وردةمتفتحة ... قد ملأ عبقها و شذاها المكان... و تزداد نفسك نشوةً عندما تقترب منها ... و تشم ريحها ب شهيق يملأ جوفك ... و تسلهم عينيك انتعاشاً من شذا عطرها... و تُتمتم شفتيك ب الثناء لــخالقها... بما أودع فيها من العبير العاطر و زاهي الألوان .. و يتسلل إلى نفسك شعور... أن هذه الوردة قد أروى عروقها شيء أحياها ... و بث فيها شذا العطر و ألوان الجمال... و تخاف عليها أن يُهملها الساقي فــ تذبلبين يديه ... و يذهب بهاؤها و صفاؤها و شذا عطرها... فــ تجف أوراقها وييبس عودها ثم تنكسر و تموت. أليس هذا شعوركم أيها القراء ...؟؟؟ فــ كم من وردة ذابلة في بيوتنا ...؟؟؟ لا ترعاها يدٌ و لا يحس بها أحد...!!! و هي قد عطشت عروقها و جفت روحها ... و احترق جوفها ب صمت و سكون ... فــ أدركوها قبل أن تموت ...!!!
إنهن فتيات في بيوتنا كـ الورود... ترى في وجه إحداهن تفتح الورد و بهاء الزهور ... و قد فاحت أطيابها و روائحها الزكية تملأ المكان ... تُسعد من حولها ب ابتسامتها و حلو كلامها ... و يُخيل إليك ... إنها من اسعد الناس ...!!! و أنها "جوهرة" بين الألماس ... مع ما في عينيها من حيرة و حزن عميق... قد أحاط ب كل مشاعرها ...!!! و ترى ابتسامة تخفي خلفها >>> همّا جاثما على صدرها ...!!! قد كبّل فرحتها ...!!! و وأد ابتهاجها ...!!! بل تضم جحيما يستعر بين أضلاعها ...
كـ الشمعة يلتهب فتيلها لـ يحرق قلبها ... كي تُضيء لمن حولها... فــ هم ينعمون ب نورها و وهجها... و لا يشعرون ب ما تكتوي به... من صلوا النار... و لفح العذاب ... ثم ماذا بعد ...؟؟ ما إن تلامس وجدانها ب لمسة حنان ... إلا و تبوح لك ب بركان من >> الأحزان و الآلام و الآهات... المردومة تحت حطام مشاعرها...!!!
و قد انهمر دمعٌ على خديها طالما أروى وسادتها ... في سكون الليل و هجيع الأنام... على حين غفلة من أهلها ... قد تفطرت كبدها من البكاء ... و اشتكى الصمت من نشيجها و أنينها ... فــ لا تجد من يمسح دمعتها...!!! و لا من يسقي جفاف روحها ...!!! و لا من يضم قلبها الصغير ...!!! و يحتويه ب كل ما فيه من الأحزان و الآلام ...!!! لا تجد حضناً دافئاً ترمي به كل همومها ...!!! إنها " أشواق " محطمة ... و مشاعر مبعثرة و آمال ممزقة ... كانت "جوهرة" تتلألأ ... فــ أصبحت خُردة يعلوها الصدأ ... زفرات من الألم و الحزن والجراح... اجتمعت بين جنبات وردة ذابلة... تحتاج من >> يداوي جرحها...و يخفف ألمها... و يبدد حزنها... ب قُبلة حب و لمسة حنان ... إنها وردة تُزهي ألوانها و يفوح عطرها... ب سُقيا الحنان و الحب ... و تذبل و تموت عندما تُترك >> لـ ساقي الوحدة و الوحشة و البُعد... فــ أدركوها قبل أن تموت ... شجون قلب... و أحرف قلم ... أبثها و اسطرها... لــ كل أب و أم و أخ... عنده من هذه الورود الذابلة... أن يرعاها ب دفء أحضانه و محبته ... و يسقيها ب حنان قلبه و وجدانه ... و يحوطها ب قربه و عطفه ... ورودنا >>> تحتاج من يضمها إلى صدره ... و يغمرها ب الأمان و الحنان ... تحتاج من يمسح دمعتها ... تحتاج أن تحس ب قربك و حبك و عطفك ... ورودنا تحتاج من يشم ريحها ... و يستنشق شذا عطرها ... تحتاج من يُداعب شعرها ب أنامله ... و يُبهج قلبها ب ابتسامته ... تحتاج من يسمع همسها و أنينها ... تحتاج قلبا يحوطها ب كل مشاعره ... حتى لا تذبل و تموت... و إن لم يكن ذلك ..؟؟؟ فستجد من يُسقيها>>> زيف الحب و الحنان ... لــ تُصبح رهينة في يده ... حتى إذا أسر ضعفها و قلبها>>> خدش عفتها وطهارتها ... و مزّق فؤادها و جنانها ... و أوقد في قلبها حُرقة ... و في فكرها شتاتاً و حيرة ... فـ لا تجد خلاصاً ...!!! إلا أن تُزهق نفسها لـ ترتاح من دناءة دُنياها ... فـ و الله ... لولا الله و الإيمان ب الله ثم الخوف من الله ... لــ رأيت إزهاقاً للأنفس و الأرواح ... مما تعيشه تلك الورود من ... الهم و الحزن والألم والضيق الذي ملأ قلبها و جنانها ... يوم فـقدت الحنان و الحب و الأمل... فـ أدركوها قبل أن تموت ...!!! فـ كم عانت بيوتنا من إهمالنا لـ سُقيا ورداتنا ...!!! من حبنا و حنانا ************** مما راق لذائقتي و دامت ورودكـــم يانعة